يعرّف تلوث المياه بأنّه خلل يحدث لمصادر المياه إذ تتلوث بمواد تجعل المياه غير صالحة للشرب، والطبخ، والتنظيف، والسباحة، وأي أنشطة مائية أخرى، وتشمل هذه الملوثات المواد الكيماوية، والقمامة، والبكتيريا، والطفيليات، وجميع هذه الملوثات تشق طريقها في النهاية إلى الماء.
فالهواء الملوث مثلًا يستقر في البحيرات والمحيطات ويذوب فيها، ويمكن أيضًا أنْ يتسرب التلوث من سطح الأرض إلى باطنها، وربما ينتقل إلى نهر ما، ويصب في البحر، وأخيراً إلى المحيط، وعليه، فإنّ أي نوع من النفايات التي تلقى في قطعة أرض حتى وإنْ كانت فارغة يمكن أنْ تصل إلى مصادر المياه المختلفة وتتسبب في تلوثها.
تتمثل أسباب تلوث المياه في المناطق الريفية بما يأتي:
- الجريان السطحي من الأراضي الزراعية التي تحتوي على مواد زراعية بما في ذلك منتجات مكافحة الآفات، وأدوية الحيوانات، والطين، وشبكة الصرف الصحي التي تتمثل بالحفر الامتصاصية، والسماد الطبيعي.
- الجريان السطحي والرشح من الأراضي المهجورة والتي تتجمع بها النفايات بمرور الزمن.
- الطمي والغبار الناتج من المناجم والمحاجر وعمليات البناء والهدم.
- تسريب المياه الملوثة من المناجم المهجورة إلى المياه الجوفية.
- حدوث تسريب في وصلات أنابيب شبكة الصرف الصحي إنْ وجدت.
وبما يخص المناطق الحضرية، فإضافة لجميع ما سبق يمكن أنْ نضيف لأسباب تلوث مصادر المياه فيها ما يأتي:
- الملوثات من السيارات ووسائل النقل، مثل الزيت وسوائل الفرامل والمطاط والمعادن من الإطارات والمكابح وانبعاثات العوادم والمنظفات والشحوم من تنظيف المركبات وغيرها الكثير.
- تسرب المعادن والمواد الكيماوية الثقيلة المستخدمة في الصناعات لمصادر المياه المختلفة.
- الممارسات الخاطئة من البشر تجاه البيئة والتي تتسبب بشكل مباشر بتلويث مصادر المياه.
وكما يوجد العديد من الأسباب لتلوث المياه فيوجد أيضًا
طرق لمنع انتشار هذا التلوث، ومنها ما يأتي:
- استخدام أنظمة الصرف الصحي الحضرية، والحرص على تفقدها بشكل دوري لضمان عدم تسرب أي تلوث منها.
- تسييج المناطق الزراعية جيدًا، وإقامة غطاء لمنع انجراف التربة.
- استخدام مصائد الطمي والشرائط العازلة وأكياس الرمل؛ لمنع الجريان السطحي المحتوي على الرواسب من تلويث المياه السطحية والمياه الجوفية.
- تخزين المواد الخطرة والتعامل معها بعناية شديدة لمنع حدوث تلوث من التسرب، والانسكابات.
- نشر الوعي المجتمعي للحد من التلوث الناتج من الممارسات الخاطئة للبشر كإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها.
وتلوث المياه له آثار ضارة على البيئة والبشر والنباتات والحيوانات والحياة بأكملها، وتتمثل الأسباب الرئيسية للتلوث في النقاط الآتية:
- الانسكابات أو تسريبات حاويات النفط والمواد الكيميائية.
- تصريف النفايات السائلة في مجاري المياه السطحية العذبة بدلاً من مجاري المياه العادمة.
- سحب كمية كبيرة من المياه السطحية والجوفية.
- الجريان السطحي المحتوي على الأسمدة والمبيدات من الزراعة والذي يصب في مصادر المياه السطحية.
- الجريان السطحي المحتوي على الملح في أشهر الشتاء.
- الطمي والتربة من مواقع البناء والمزارع.
- تسرب الوقود إلى مصادر المياه الجوفية والسطحية بطرق متعددة.
- تلوث الهواء وخاصة في المناطق الصناعية، فالهواء الملوث يذوب في المياه السطحية ويلوثها.
وآخر ما يشار له أنّه عند الاستمتاع بالمياه للأكل والشرب والتنظيف والسباحة وما إلى ذلك، فقط تذكر أنْ تستخدمها بعناية، ولا تهدر أو تلوث هذا المورد الثمين المحدود، فكما قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، فلولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة.