تُعتبر مهارة توسيع الفكرة واحدة من أهمّ المهارات التي يجب أن يتمتع بها الفرد، ويُمكن توضيح أهميتها على النحو الآتي:
يُفكر الإنسان مسبقاً بأفكار جديدة تراوده أو قديمة تشغل باله، إذ يعملُ على تطويرها باستمرار، ليبني في ذاته الحكمة، ويُحسن تعامله مع الأمور، وهذا يتمثل في التعرف على مفاهيم ومصطلحات جديدة تتيح للفرد توسيع آفاقه وتعلمه المستمر، مما يساعده في الحفاظ على مبادئه، بالإضافة إلى التماشي مع متغيرات الحياة وتطوّرها.
تكمن أهمية مهارة توسيع الفكرة في بناء خبرات وتجارب جديدة للفرد في حياته، فعلى سبيل المثال: تسمح قراءة كتاب ما بتطوير طريقة تفكير الفرد بما يبنيه من معلومات جديدة، أو يُتيح الجلوس في اجتماع عملٍ مهمّ للاطلاع على العديد من الأمور المهمّة فيه، والقدرة على تحسين مستوى وكفاءة الفرد لنفسه، وبالتالي تطوّر الشركة، أو المؤسسة.
يُمكّن توسيع الأفكار من اكتشاف التفكير الخاطئ الذي كان يعتقده الفرد في أمر ما من قبل، أو يمكّنه من اكتشاف طريقة التفكير الخاطئة لبعض الأشخاص من وجهة نظره، ومن الجدير بالذكر أنّ الأفكار تتشكل لدى الفرد من تجاربه الحياتيّة، ونظرته الخاصة للأمور، وحُكمه عليها.
ومن المهمّ معرفة أنه قد لا يكون هناك حقيقة مطلقة للأمور، أي أنّ الحقيقة تختلف من شخص إلى آخر، تبعًا لطريقة تفكيره، ومعتقداته، وبهذا قد يختلف مفهوم التفكير الخاطئ بشيء ما من فرد لآخر.
تُتيح توسيع الفكرة الثبات على الهدف، وتطويره، والتفكير به بما يتناسب وقدراته؛ لعدم التعرض إلى خسائر ماديّة عند تحقيقه، والمقصود أنّه عند وضع الفرد هدف ما، كبناء برج مثلًا، لا بد له من التفكير جيداً قبل البدء ببنائه، والتخطيط لذلك على كافة الأصعدة؛ لتفادي أيّ مشكلة لاحقة.
تُساعد مهارة توسيع الفكرة ومشاركتها مع الآخرين على تطويرها، والتخطيط لتحقيقها، إذ تُتيح مشاركة الأفكار الحصول على أفضل الحلول الممكنة، ومن الجدير بالذكر أنّ تطوّر أفكار الفرد ليس بالسهل عند مشاركته مع الآخرين، لكنّه يحدث مع الوقت.
تُساعد مهارة توسيع الفكرة على تشكّل الآراء لدى الفرد، والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة، كما أنّها تساعد على تنمية الفرد وتطوير مهاراته، وجعله قادرًا على القراءة أكثر والاطلاع؛ للوصول إلى المعلومات، والمشاركة الفاعلة في التأثير في المجتمع لوصوله لدرجة عالية من الثقافة.
يرتبط الإبداع بالتفكير المبتكر والمتنوع، حيثُ يشمل التفكير المستمر إيجاد العديد من الإجابات والحلول بدلاً من إجابة أو حلّ واحد، وتكمن أهمية توسيع الأفكار في الوصول لقاعدة كبيرة من الاقتراحات تُوسّع الأفق لدى الشخص.
تبدأ الخطوة الأولى في تطوير مهارة توسيع الفكرة من تدوين الأفكار، والاحتفاظ بها في دفتر خاص، مثلًا البدء في الفكرة الأولى ورسمها على الصفحة الأولى، ثمّ كتابة الفكرة الثانية ورسمها، والانطلاق إلى توسيع الفكرة الثانية لتشمل فكرة ثالثة ورابعة، حتّى الوصول إلى 10 أفكار تابعة للفكرة الأولى على الأقل.
ومن الجدير بالذكر أنّه من الضروري النظر للأمور من أكثر من وجهة نظر وزاوية، إذ يُساعد هذا على توسيع الأفكار، ويُمكن تطبيق هذا باستخدام طريقة لبس الطواقي الستة، حيثُ يُرى من كلّ طاقية ولونها فكرة ما، وفيما يأتي التوضيح:
تدلّ على البحث عن الحقائق والبيانات، وعند ارتدائها والنظر من جهتها يُحدد الشخص المعلومات قبل مناقشتها لتصبح أفكار.
تدلّ على ضرورة النظرة الإيجابيّة للفكرة، وعند ارتدائها والنظر من جهتها سيرى الشخص إيجابية الأفكار، والأمور الجيدة فيها.
تهتمّ بالعواطف اتجاه فكرة ما، وعند ارتدائها سيلاحظ الشخص ردة الفعل العاطفيّة، ويُظهر الشغف عند التفكير.
تهتم بالنظرة الإبداعيّة للأفكار، حيثُ يلجأ الشخص للتفكير بإبداع للوصول إلى حل المشكلات بأفضل الطُرق.
تهتمّ بالنظرة السلبيّة للأفكار، حيثُ يميل الشخص بها إلى التفكير بعواقب الأمور، كما أنّها آخر وجهة نظر يُفضل اللجوء لها لأنّها تحدُّ من الأفكار.
تهتمّ بالنظرة البناءة للأفكار والأهداف، حيثُ يُركز الشخص بها على البحث عن الحلول الجديدة.