المناخ والمجتمع

المناخ والمجتمع
(اخر تعديل 2023-06-08 10:38:10 )

يؤثر المناخ على المجتمع وتتطلب دراسة الترابط بين المجتمع والمناخ إيجاد طرق جديدة بهدف ربط العالم المنفصل تاريخيًا عن العلوم الاجتماعية والطبيعية، ويستخدم علماء الاجتماع المقابلات لجمع البيانات عن الأفراد والمجموعات والحكومات، ويستخدم علماء الطبيعة الأدوات والأقمار الصناعية بهدف قياس درجات الحرارة والعواصف وحتى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويتم تمثيل عملية الدمج في هذه الأنواع المختلفة من البيانات في جداول تحليلية مشتركة والتحديات والفرص للبحث حول كيفية تأثير تغير المناخ على المجتمع والعكس.


يمكن أن يؤثر تغير المناخ على المجتمع من خلال التأثير على عدد من الموارد الاجتماعية والثقافية والطبيعية والتأثير في تغير المناخ على صحة الإنسان والبنية التحتية وأنظمة النقل والطاقة والغذاء والمياه، ويمكن مواجهة بعض التحديات التي تؤثر على الأفراد الذين يعيشون في المناطق المعرضة للعواصف الساحلية والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر أو الذين يعيشون في حالة شديدة من الفقر وكبار السن والمجتمعات المهاجرة، ويمكن التأثير على بعض أنواع المهن والصناعات والمهن التي ترتبط بحالة الطقس والمناخ، وعلى سبيل المثال السياحة الخارجية والتجارة ومجال الزراعة، ويمكن التأثير على مجموعات معينة من الأفراد الذين يعتمدون على المكان الذي يعيشون فيه وقدرتهم على التعامل مع مخاطر المناخ المختلفة.


يعد النمو السكاني البشري هو الدور المساهم الرئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري، ويستخدم البشر الوقود الأحفوري لتشغيل أنماط الحياة بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط والغاز والفحم وأنواع الوقود الأخرى المستخرجة والمحفورة تحت سطح الأرض، وتنفث عند حرقها من خلال تفاعل ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي الذي يعمل على حبس الهواء الدافئ، ويقلق علماء البيئة من عدم قدرة الكوكب على تحمل الحمل الإضافي لغازات الدفيئة التي تدخل الغلاف الجوي وتسبب النظم البيئية في التعطل.


يعتبر تغير المناخ من أكبر التهديدات للاستقرار الاقتصادي، ويجب التعاون بين القطاعين العام والخاص لتغيير الطريقة المنتجة للسلع لضمان تنمية النمو الاقتصادي المستدام، وتعمل موجات الحر على تقليل قدرة العمل والإنتاج، وتعمل الأعاصير وعوامل الجفاف على تدمير الملايين من الناس، وزيادة الفقر وتقليص المحاصيل، ومع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر والطقس المتغير إلى إتلاف الممتلكات والبنية التحتية الحيوية والتأثير على صحة الإنسان، والتأثير على قطاعات مختلفة مثل الزراعة والغابات ومصايد الأسماك والسياحة بشكل سلبي، ويزداد الطلب على الطاقة ويعد توليد الطاقة أقل موثوقية والضغط على إمدادات المياه.


يؤثر المناخ في قطاع الزراعة، ويجعل الزراعة أكثر عرضة للخطر، وتعمل درجات الحرارة الأكثر دفئًا على زيادة غلة المحاصيل في بعض المناطق، ويتوقع أن يكون التأثير العام لتغير المناخ على الزراعة سلبيًا وذلك بتقليل الإمدادات الغذائية ورفع أسعارها، كما يؤدي انعدام الأمن الغذائي في بعض المناطق إلى انخفاض إنتاج الغذاء، وخفض مستويات الزنك والحديد والعناصر الغذائية المهمة الأخرى في المحاصيل من خلال ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي (CO2)، وفي التغيرات التي تحصل في الشتاء وهطول الأمطار يواجه المزارعون تهديدات مزدوجة من الفيضانات والجفاف التي تعمل على تدمير المحاصيل.


يرتبط المناخ الاجتماعي إلى حد كبير بمؤشرات رفاهية الفرد ويعتمد على تقييم ديناميكيات الإعداد داخل المدارس وبرامج علاج الأحداث، وقدم عالم النفس المجتمعي رودولف موس (Rudolf Moos)، نظرية المناخ الاجتماعي بهدف فهم التفاعل الطبيعي بين الأفراد والعلاقات الاجتماعية والتي تساعد على فهم كيفية تكيف المجتمع مع البيئة الاجتماعية وكيفية التفاعل مع الناس، ويستفيد المناخ الاجتماعي من ثلاثة أبعاد رئيسية بهدف إدراك المجتمع:

  • القدرة على تنظيم المكان وتصورات العلاقات الاجتماعية.
  • كيفية الدعم في التطور الشخصي.
  • كيفة التعامل مع العدد ودعم عمليات التغيير.