مفهوم الحداثة الغربية

مفهوم الحداثة الغربية
(اخر تعديل 2023-06-08 10:56:54 )

يقصد بمفهوم الحداثة الغربية هو أسلوب تغيير في الأفكار، والنظريات، والتوجهات، ورفض معتقدات الماضي القديمة، في كل جوانب الحياة السياسية، والأدبية، والاجتماعية، والتوجه نحو التطور، والتحديث، والانفتاح على الثقافات الجديدة، والتركيز على أساليب الطاقات الإبداعية التي تولد ثورة معرفية، فترتكز هذه الطاقات على أفكار مبتكرة غير مألوفة تنتج أفرادًا يتوزعون بين فئة منبهرة قابلة للانخراط بالتحديثات، وفئة مترددة خائفة من المغامرة، في تقبل ما هو جديد على ثقافتها، ومعتقداتها، وبدأت الحداثة في المجتمعات الغربية، وانتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.

الأسس التي قامت عليها الحداثة الغربية هي:

  • الذاتية: وهي أول الأسس التي ترتكز عليها الحداثة الغربية، والتي توضح الأصول الذاتية للإنسان، ومدى فاعليته، وحريته في تقبل كل ما هو حديث، والتخلص من الخرافات، والعادات الموروثة.
  • العقلانية: يعد العقل هو المساهم الأول في معرفة الحقيقة، ونظرًا لمكانة العالية في تحديد كل الأنشطة العلمية، واكتشاف كل غموض، ومعرفة اتجاهات وأنماط الحياة من خلال التفكير المنطقي العقلاني.
  • الحرية: وتعد أساس الفكر الحداثي للفرد، إذّ تحفز الحرية إرادته لتطوير المجتمع، والبيئة المحيطة به، من خلال انفتاحه على كل ما هو حديث دون تقيده وانغلاقه على كل ما هو قديم.

فيما يلي أبرز سمات الحداثة الغربية:

  • تتسم الحداثة بالتغيير في كافة جوانب حياة المرء.
  • تتصف الحداثة بالتفكير العقلاني المنطقي بحيث لا يرضخ المرء لأي أفكار، لا تتناسب مع عقله، ولا يؤمن بها.
  • ترفض الحداثة كل ما هو قديم، وتحارب المعتقدات، والمعالم القديمة، منشئة ثورةً للقضاء عليها، واستقبال أفكار وأنماط معرفية جديدة.
  • تعد الحداثة أوروبية النشأة، وتجبر الأفراد الذين يواكبونها أن يكونوا ملتزمين باتباع شروطها، فيما يخص مواكبة التطورات التكنولوجية، والعلمية.
  • تنتج الحداثة الغربية نتاج أفكار ونظريات مطورة، ولا تحمل أي أصول أو كيانات تاريخية، بل تعتمد على أفكار تتطور خلال التاريخ، حيث يقوم الإنسان بتغيير نفسه، وتصحيح معتقداته، وأخطائه باستمرار.

تأثر الفكر العربي بالحداثة الغربية من خلال:

  • خلقت الحداثة الغربية في الفكر العربي انقسامات فكرية، مما ولد أحزابًا مختلفة في أنماط تفكيرها، إذّ يسعى كل تيار منهم على نشر أفكاره الخاصة به.
  • أثرت الحداثة الغربية في أسلوب فهم الفرد العربي للتراث، وتمسكه به، معتبرة بأن التراث شيء قديم، يقود للتبعية والتخلف.
  • أدت الحداثة الغربية إلى محاربة وطمس العادات والتقاليد في المجتمعات العربية، بحجة أن العادات تقف عائق نحو التطور والتحديث.
  • فككت الحداثة الغربية المجتمعات العربية، وانتشر الانحلال بين أفرادها، ويعود ذلك بسبب عدم مراعاة التيارات التي تشجع على الحداثة الغربية لكل من: الفروق الفكرية، والسياسية، والاجتماعية بين الشعوب العربية والغربية.

قدمت الحداثة الغربية نفسها للمجتمعات بطرق مختلفة نوضح أبرزها فيما يلي:

  • فرضت نفسها بالاعتماد على مفهوم الديمقراطية، على الرغم من عدم ممارستها بشكل مطلق وكامل في المجتمع الغربي، وذلك من خلال الاعتماد على العلوم التكنولوجية، والتقنية.
  • قدمت الحداثة الغربية نفسها في المجتمعات العربية، من خلال الاعتماد على العلوم الإنسانية والاجتماعية الغربية، ولكن دون توضيح الاختلاف في الأنماط التاريخية والاجتماعية الغربية، وغير الغربية.