أمثلة على الأزمات الدولية

أمثلة على الأزمات الدولية
(اخر تعديل 2023-06-08 10:34:33 )

ظهرت الأزمات الإنسانية في جميع أشكالها خلال ربع القرن الماضي، ابتداءً من الحرب والإبادة الجماعية إلى الكوارث والمرض، وصولاً إلى الإرهاب والانهيار الاقتصادي وزعزعة استقرار مناطق بأكملها وقتل مئات الآلاف من الناس ونزوح العديد من أفراد المجتمعات، والقاسم المشترك بين هذه الأزمات هي أنها أثرت بشكل كبير في تطور القطاع الإنساني وتشكيل التاريخ.


مرت على العالم حتى هذا العام العديد من الأزمات الدولية، وأبرز هذه الأزمات ما يأتي:


انعدام الأمن الغذائي

يتسبب نقص التغذية والجوع بقتل الكثير من الأطفال في سن مبكرة بسبب الأضرار الجسدية والعقلية التي يسببها، فبحسب الإحصاءات يعاني 50.5 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في بعض أكثر الأماكن خطورة في العالم، حيث يساهم الصراع والحرب إلى حد كبير في الجوع، وفي عام 2021، أدت آثار الوباء العالمي والصراع المستمر وتغير المناخ إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي للأسر والأطفال بشكل كبير.


التغير المناخي

ارتفعت انبعاثات الغازات التي سببت الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في ثمانينيات القرن التاسع عشر وارتفعت في السنوات الأخيرة أيضًا، مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى أكثر من 1.1 درجة مئوية بالمقارنة مع الفترة الصناعية، وقد أدت هذه الأزمة لزيادة حدوث الكوارث المرتبطة بالمناخ؛ كإغراق القرى، وتشريد المجتمعات، وزيادة شدة العواصف التي تهدد الحياة امتداداً من جزر البهاما إلى جزر المحيط الهادئ ومن موزمبيق إلى الولايات المتحدة، ويستمر هذا الارتفاع في درجات الحرارة في زيادة الضغوطات الحالية، حيث تتوقع الأمم المتحدة أن أكثر من 212 مليون شخص قد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب التغير المناخي والصراعات بحلول عام 2022 وهو رقم كبير جداً.


جائحة كوفيد-19 في عام 2020

ظهر فيروس كورونا (COVID-19) في أواخر ديسمبر 2019 وهو فيروس غير معروف سابقًا وبدأ ظهوره في مدينة ووهان الصينية ثم تفشى المرض في العديد من المدن في الصين، وبحلول 11 فبراير 2020 أطلقت منظمة الصحة العالمية عليها رسميًا اسم مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19)، وفي غضون شهر انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم وتم رسمياً إعلانه كجائحة عالمية في 11 مارس.

وهو أول وباء عالمي ينتشر منذ الحرب العالمية الثانية، وأدى انتشار هذا الوباء إلى نقص في المعدات الطبية وإرهاق المرافق الصحية في جميع دول العالم وحتى في البلدان المتقدمة، مما أجبر الحكومات على اتخاذ قرارات صعبة بشأن الأشخاص الذين يجب إنقاذهم وتكدست الجثث وأقيمت المشارح المؤقتة في الحدائق، وأصدرت الأمم المتحدة في شهر مايو نداءً عالميًا قياسيًا بقيمة 6.71 مليار دولار للاستجابة لحالة الطوارئ الصحية وكذلك للاحتياجات الجديدة التي يقودها انعدام الأمن الغذائي وفقدان الوظائف وتعليق التطعيمات والصراع الذي حدث بسبب الجائحة التي تعد نقطة تحول لكيفية عمل النظام الصحي في أرجاء العالم.


الصراع الأفغاني

بدأ الصراع في أفغانستان في عام 1978 ولم تستقر البلاد منذ ذلك الحين ولم تعرف أجيال عديدة من الأفغان معنى الحياة المستقرة في ظل انعدام الأمن، ولكن الأزمة تفاقمت في عام 2021 مما أدى إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية إلى 24.4 مليون ودفع انعدام الأمن الغذائي إلى أقصى حدوده، وبغض النظر عن الاعتبارات السياسية فإن تأثير الصراع يكون بشكل رئيسي على البنية التحتية للدولة واقتصادها، وقد دخل الصراع في أفغانستان عقده الرابع وزاد من حدة الضغوطات والأعباء التي فتكت بالمجتمعات الأكثر ضعفًا وأدت إلى نزوح العديد من العائلات غير قادرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والتعليم، وقد امتدت الآثار الاقتصادية للصراع لتؤدي إلى انخفاض فرص العمل وارتفاع الديون.


الصراع في اليمن

أدت الحرب في اليمن وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة إلى جعل ما يقرب من 80% من سكان البلاد بحاجة إلى شكل واحد من أشكال المساعدة على الأقل، إلى جانب إلحاق الضرر بالنظم الغذائية والبنية التحتية المحلية والاقتصاد وآفاق التعليم للبلاد، وقد تفاقمت الأزمة للحد الذي اضطر منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف العام الماضي لإعلان أن مستويات الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي ستؤثر على حوالي 5 ملايين شخص في اليمن في عام 2021، كما تصاعد العنف في اليمن بشكل حاد في مارس 2015 الأمر الذي رفع من نسب البطالة وانعدام الأمن الغذائي وانعدام الأمن للمدنيين، بالإضافة إلى زعزعة الاستقرار وزيادة صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.