كيفية تخطي تجربة العلاقة السامة

كيفية تخطي تجربة العلاقة السامة
(اخر تعديل 2023-07-01 11:18:36 )

يتساءل الناس عادةً عن سبب استمرار بعض الأشخاص في علاقات سيئة تؤثر سلبًا على حياتهم وتؤذيهم، إذ لا يوجد ما يجعلهم مضطرين لتحمل هذا النوع من الأذى، فكل إنسان يجب أن يدرك أهمية نفسه وقيمتها، وأنه يجب أن لا تتم معاملته بطريقة سيئة، فهو يستحق الاحترام ولا يجب أن يرضى بأقل من هذا، وفي حال وقع الإنسان بمثل هذه العلاقات يجب عليه التخلص منها وتخطيها، ولكن قد يكون من الصعب في بعض الأحيان التخلص من مثل هذه العلاقات نظرًا للتعلق وغيرها من الأمور، لذلك ندرج فيما يلي بعض الطرق التي قد تساعد في تخطي العلاقات السامة:

  • البحث عن الدعم: من الضروري البحث عن أشخاص جيدين يستمعون إلى الفرد عندما يكون بحاجة إلى الحديث، فالإساءة قد تزداد وتزداد معها فرص تقبلها إذا ظلت سرية في داخل الشخص المتعرض لهذه السميّة، وبالتالي يجب البحث عن أشخاص يقفون إلى جانبه، إذ يساعد وجود شخص طيب ورحيم ومستمع جيد ولن يُسيء الفهم مهما حدث على استعادة ثقة المرء بنفسه، ويجب أن يضع باعتباره أن هذا الشخص قد يكون طبيبًا نفسيًا.
  • كتابة قائمة بالأمور السيئة التي قام بها الطرف الآخر: يساعد هذا الأمر على تجنب الشعور بالذنب تجاه الطرف المسيء، ويمكن ذلك من خلال كتابة الأمور السيئة التي فعلها، فمثلًا: قام بإطلاق لقب سيئ أو أنه كثير اللوم دائمًا في أي شجار، أو أطلق وعدًا ولم يقم بتنفيذه، ويمكن أيضًا تسجيل الأذى الجسدي في حال كان موجودًا.
  • وضع خطة لتعافي النفس: فمن خلال هذه الطريقة ستعرف ما الأمور الواجب على الفرد تغييرها في نفسه ليتعافى، ويمكن وضع العديد من الأهداف ولكن أهمها ما يلي: الاهتمام باحتياجات النفس وتقديمها على أي شيء آخر، وعدم التضحية بالنفس من أجل أي أحد، بالإضافة إلى النهوض بالنفس وإبعادها عن أي مصدر إساءة يؤذيها.
  • تدوين المشاعر: إذ تساعد كتابة المشاعر المختلفة وتطورها أثناء مرحلة التعافي من علاقة سامة على إدراك المرء لذاته وما يحدث في حياته، كما أن الكتابة تساعد على علاج النفس والوصول إلى الشفاء أسرع.
  • الوعي: ويُقصد بالوعي هنا إدراك الشخص أنه يتعرض للأذى وعدم إنكار ذلك، فعندما يرى الشخص أنه تتم معاملته بطريقة سيئة سيقرر مواجهة هذا الأمر والتخلص منه.


عندما يتعلق الأمر بالمعاملة السيئة والدخول في دوامة العلاقات السامة فإن التفكير بالتخلص من هذه العلاقة لا يعدُّ من الأمور السهلة، ولا يستطيع أي شخص أن يكون جريئًا ويتخذ الخطوة اللازمة لإيقاف هذا النوع من العلاقات التي تؤذيه، وفيما يأتي مجموعة الأسباب التي تجعل مغادرة مثل هذه العلاقات أمرًا صعبًا:

  • التقبل: يلجأ بعض الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة من قِبل شركائهم بتطبيع السلوك السيء حتى يُصبح أمرًا عاديًّا في المجتمع، رغبة منهم بعدم معرفة الآخرين بالمشكلات التي يعانونها، وطالما هم ينظرون إلى هذه السلوكيات المسيئة على أنها أصبحت أمراً طبيعياً فلن يجرؤوا على طلب المساعدة أو إنهاء العلاقة.
  • قلة الثقة بالنفس: تدمر الإساءة العاطفية احترام الإنسان لذاته، ويشعر حينها أنه عاجز تمامًا عن إنهاء العلاقة السامة والبدء من جديد، فالإساءة العاطفية لا تقل أذى وألمًا عن الإساءة الجسدية بل إنها أصعب منها في بعض الأحيان.
  • تحايل الطرف المسيء: فمثلًا عندما يُسيء الشريك إلى شريكه يُتبع إساءته بالاعتذار والقيام بأفعال لطيفة اعتذارًا عما بدر منه من إساءة، وهذا ما يجعل الشخص عاجزًا عن إنهاء العلاقة.
  • الشعور بالذنب: وينبع الشعور بالمسؤولية تجاه الطرف المسيء، خاصة عندما يتم إنهاء العلاقة ويبدأ الشخص المسيء بإلقاء اللوم على شريكه لجعله يشعر بالذنب.
  • الحب وتوقع الأفضل: فكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة غير قادرين على إنهاء العلاقة والتخلص منها بسبب حبهم لشريكهم واعتقادهم الخاطئ أنه سيتغير في المستقبل، ففي هذه الحالة لا يجب البقاء في العلاقة التي ينتظر فيها الشخص تغير شريكه للأفضل.


يمكن معرفة ما إذا كان الشخص يخوض تجربة سيئة وعلاقة سامة مع أحدٍ ما من خلال عدة أمور يمكن ملاحظتها عليه، نذكر بعضًا منها فيما يلي:

  • يمتنع الطرف المسيء عن إظهار الحب والتودد لشريكه.
  • يحاول الشخص المسيء دائمًا إلقاء اللوم على شريكه، وإظهار أن سبب المشكلات ما هو إلا وجود العيوب فيه.
  • يُحمِّل الفرد المسيء دائمًا الطرف الآخر مسؤولية تلبية احتياجاته، ويطلب منه أن يكرس كل وقته واهتمامه له دون مراعاة لاحتياجات الآخر.
  • يشعر الشخص المسيء بالغضب عندما يكون الشريك غير موافق على آرائه ومعتقداته، فهو يشعر بالتعصب ولا يجب أن يخالفه أحد.
  • يصف الشخص المسيء شريكه بالأنانية لمجرد أنه يمتلك بعض الرغبات والحاجات الخاصة به.