تفسير حلم الصلاة على الحي
إن علم تأويل الرؤى هو علم مبني على الظن، وتختلف تأويلاته من مفسّر لآخر، فقد يصدق تأويلها أحياناً، وقد يكون لها تأويل آخر تارة أخرى، وإن صحّ التأويل فإنّ أمر وقوعه في علم الله -تعالى-؛ فقد يطول كرؤيا سيدنا يوسف، وقد يتحقق بأيام معدودات.
وحلم الصلاة على الحي قد يكون لها تأويلات عدة، نذكر منها الآتي:
- قد تدل الصلاة على حيٍ في المنام على نيل صاحب الرؤيا منصباً مهماً، أو أنه يترقى في وظيفته.
- ربما تدل على بلوغ المرام، ونيل المراد وتحقق الأماني لصاحب الرؤيا، والله أعلم.
- إن كان على صاحب الرؤيا دَيْنٌ؛ فإنه يُقضى عنه ويفرج عنه.
- قد تدل الرؤيا على أن الرائي يؤدي أمانة هو مؤتمن عليها، مع التوسع بموضوع الأمانة فقد تكون أيتاماً يقوم عليهم، أو امرأة تزوجها يعاملها بالحسنى، أو بمعنى إرجاع أمانة مادية لصاحبها.
- ربما دلت رؤياه على أنه يؤدي فرائض الله على أكمل وجه، وتكون بذلك رؤياه بشارة له ودافعاً للاستمرار على ما هو عليه.
قال ابن شاهين أن الصلاة على كل حال محمودة للرائي في دينه ودنياه، والصلاة على ميّتٍ فيها تفصيل كما يأتي:
- من رأى أنه يصلي على ميت فإنه ربما يُكثر له الدعاء والاستغفار، وإن تمت صلاته ربما دلت على أن دعاءه له قد استجيب -إن شاء الله-.
- إن رأى أنه يؤم بالصلاة على الميت قد ينال ولاية أو منصباً مرموقاً لكن من جهة رجل منافق.
- إن كانت صلاته بقوله: صلى الله على فُلان (يذكره بالاسم) فقد يكون مغفوراً له بإذن الله.
- إن صلى على الميت خلف الإمام، فقد يحضر مجلساً يدعون فيه للأموات.
- قال ابن شاهين أن الصلاة على ميت في المنام إما دعاء مستجاب، أو شفاعة مقبولة في رجل دينه فاسد.
قال الطهطاوي: من رأى أنه على جنازة في منامه فإنه يؤاخي إخواناً في الله؛ لقوله -تعالى-: (إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ)، وهناك أقوال أخرى في تأويل رؤيتها، منها ما يأتي:
- قيل أن الجنازة إهلاك قوم أردياء على يد رجل موفق.
- إن رأى في منامه أنه محمول على الجنازة فربما أنه موالٍ لولي الأمر وموافق له.
- إن رأى أنه في الجنازة محمول على أكتاف الرجل، فإنه ينال سلطاناً ويتبعه أناس بعدد من كان معه في رؤياه.
- إن رأى أنهم يبكون عليه في جنازته ويدعون له ويذكرونه بالخير، فربما كانت عقباه خيراً.
- إن رأى جنازة معروفة تحمل إلى المقبرة، فإنه قد يكون حقاً يؤدي إلى أهلها.
- إن رأت العزباء أنها تموت وتُحمل على الجنازة؛ فربما تتزوج قريباً.
- إن رأى الرجل أنه يحمل ميتاً إلى السوق، فإن كانت له تجارة فمن المحتمل أنها ستربح وتباع جميع السلع فيها، والعلم عند الله -تعالى-.
وختاماً فمن رأى رؤيا يحبها فليحمد الله عليها، ومن رأى رؤيا تأويلها غير محمود أو سببت له قلقاً وخوفاً، فليتعوذ بالله من شرها ولا يذكرها إلا لمحب أو ناصح، فلن تضره بإذن الله.
والله -تعالى- أعلم.
