تفسير قراءة سورة الإسراء في

تفسير قراءة سورة الإسراء في
(اخر تعديل 2023-06-21 15:33:59 )

الأحلام والمنامات والرؤى هي من علم الغيب الذي اختصَّ الله به -سبحانه وتعالى- نفسه، ولا يعلم تأويلها على وجه اليقين والقطع إلاَّ هو -جلَّ جلاله-؛ لذا يجب على المسلم ألّا يبني على الرؤى والمنامات والأحلام أحكامًا؛ لأنّها تبقى في حدود الظنّ وليس اليقين.

والواجب على المسلم أن يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ).

يرى الإمام ابن سيرين -رحمه الله تعالى- أنَّ قراءة سورة الإسراء في المنام قد تدلّ على أنَّ قارئها سيكون وجيهًا عند الله -سبحانه وتعالى-، وسينصره الله على أعدائه، والله -تعالى- أعلم.

يرى الإمام ابن نعمة -رحمه الله تعالى- أنَّ من قَرَأَ شيئًا من الْقُرْآن -سواءً سورة الإسراء أو غيرها-؛ فَإِن كَانَت السورة أو الآيَات رَحْمَة فهي قد تكون بشرى له -بإذن الله تعالى-، وَإِن كَانَت السورة أو الآيات فيها تخويفٌ؛ فليحذر، وَإِن لم يعرف مَا كَانَت تلك السورة أو الآيات فَذَلِك خيرٌ وَفَائِدَةٌ له خُصُوصًا إِن كَان يتلو القرآن بِصَوْتٍ مليح، وَالنَّاس يَسْتَمِعُون، ويتلذذون بِهِ؛ فَإِنَّ ذلك قد يدل على الْمنزلَة، والصيت الْحسن، والله -تعالى- أعلم.

يرى الإمام ابن نعمة -رحمه الله تعالى- أنَّ من تَلا سُورَة الإسراء في منامه؛ فقد يدلّ على أنَّ تاليها نَالَ جاهًا عِنْد الله -سبحانه وتعالى- وَعند النَّاس، وَقيل: أنَّه يبتلى بتهمةٍ ونكبةٍ من سُلْطَانٍ -كفاك الله الشر-.

يرى الإمام أبو عبد الله السالمي -رحمه الله تعالى- أن قَرَاءة شيءٍ من الْقُرْآن في المنام؛ -سواءً سورة الإسراء أو غيرها- قد يدلّ على رياسةٍ وَشرفٍ وغبطةٍ وسرورٍ وَأمنٍ، وَقارئ القرآن فِي المنام قد يدلّ على أنّ صاحبه قد يُنجو من كلّ سوءٍ وغمٍّ، والله -تعالى- أعلم.

نقل الإمام ابن شاهين الظاهري -رحمه الله تعالى- عن ابن سيرين تفسير قراء سورة الإسراء في المنام في قوله: أنَّ من قَرَأَ سورة الإسراء قد يكون عِنْد الْخَالِق والخلق ذا منزلَةٍ وجاهٍ عَالٍ، وَيكون مُؤمنًا ذَا خشوعٍ وخضوعٍ.

ونقل - رحمه الله تعالى- عن الْكرْمَانِي قوله: أَنّه يظفر على من يعاديه ويصل إِلَى مُرَاده، وَقيل: إنَّ صاحبه قد تنجب زوجته ولدًا عاقًّا -نسأل الله العفو والعافية-، وَنقل عن جَعْفَر الصَّادِق قوله: "أنَّ من يرى ذلك يكون قويّ الدّين والديانة، صَادِقًا فِي القَوْل والاعتقاد".