راكان بن حثلين (أمير وشاعر)

راكان بن حثلين (أمير وشاعر)
(اخر تعديل 2023-06-08 10:34:02 )

هو راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين العجميّ، كان أميرَ قبيلة العجمان وفارسها وأبرز شعرائها، ولد عام 1845م، عمهُ الشيخ حزام بن حثلين، ويعود نسب قبيلة العجمان إلى جده يام بن همدان، وينتهي نسب القبيلة عند يعرب بن قحطان، وتُعرف القبيلة بأنّها من أشد قبائل العرب بأسًا وقوة عند خوض الحروب.


يرجِع نسب قبيلة راكان بن حثلين إلى قبائل يام من همدان التي نزحت في زمن الإمام تركي من منطقة نجران إلى جنوب منطقة نجد، وتُعدّ عجمان قبيلة عربية تقع في شبه الجزيرة العربيّة، وهي من أهم قبائل البدو في الخليج العربي.


وينتشر أفراد القبيلة في وقتنا الحالي في السعودية، وبر فارس، وقطر، والكويت وتتميز القبيلة بمكانتها العريقة؛ إذ تُعد أهم قبائل المملكة العربية السعودية التي تحتل الجزء الشرقي من المملكة، وتعود أصول القبيلة إلى علي بن هشام الهمداني السبئي الذي كان يلقب باسم العجيم.

وُلد راكان بن حثلين في منطقة قبلية عجمان، الواقعة في شرق شبه الجزيرة العربيّة، ينتمي إلى عائلة مليئة بالزعماء، مما مهّده للظفر بمكانة عالية فيها، فقد وُلِّي زعيمًا لقبيلتهُ وهو في عمر الـ 46 عامًا بعد أن تنازل عمهُ حزام عن زعامتهُ التي دامت مدّة 15 عامًا؛ وذلك لبلوغه من العمر عتيًّا، وكان ذلك عام 1859م، وتوفّي عام 1892م عن عمر يناهز الـ 80 عامًا، وبذلك تُقَدّر فترة زعامتهُ لقبيلته بـِ 35 عامًا.

كانت قبيلة عجمان تسكن منطقة الإحساء في السعوديّة قبل 140 سنة، وكانت تخضع القبيلة إلى الدولة العثمانية في تلك الفترة، وكان العثمانيّون يدفعون الخرجية إلى راكان، ممّا أثارّ إزعاج القادة العثمانيين، فجعلهم يخطّطون لتخلص منهُ، فقد كان راكان وقتئذٍ يُعيّن وكيلًا اسمه ابن عوده من منطقة المراح التي تقع شمال الإحساء الهفوف، حيثُ يقوم باستلام الخرجية السنوية من الدولة العثمانية.


وبعد مدة من الزمن، رحلت القبيلة لتستقرّ بمكان جديد، فذهب راكان برفقة ستة أشخاص إلى الوكيل لتعيينه من جديد؛ لاستلام الخرجية من القائم مقام في محافظة الإحساء، وتم الاتفاق بينهم على موعد الاستلام الجديد، ثم أخبر ابن عودة الباشا العثماني عن الموعد ليتم خلالها القبض على راكان.


واستطاع الأتراك أن يقبضوا عليه ونقلهُ عن طريق البحرين والذهاب به إلى إسطنبول، ثمّ أمر الوالي بسجنهُ لمدة 7 سنوات، ولكن أُطلق سراحه خلال مدّة؛ لهزمه الفارس الأسود من جيش الصربيين.

من أبرز قصائد راكان بن حثلين ما يأتي:

قصيدة لا واهني يا طير

أثناء سجنه في إسطنبول، كتبَ قصيدة شهيرة بعدما رأى طيرًا يحوم في سماء السجن كرسالة ودليل على اشتياقه الشديد وحنينه إلى قومه وموطنه، قال فيها:

لاواهني يا طير من هو معك حام

ولا أنت تنقل لي حمايض علومي

إن كان لا من حمت وجهك على الشام

بيسر معيب سهيل تبغي تحومي

بكتب معك مكتوب سر ولا لام

ملفاه ربع كل ابوهم اقرومي

سلم على ربع تنشد بالأعلام

لا واهني من شافهم ربع يومي

ومن سايلك مني فأنا من بني يام

من لا بة بالضيق تقضي اللزومي

ربعي ورا الصمان وأنا بالأروام

من دونهم يزمي بعيد الرجومي

ومن دونهم حوران ضلع بعد زام

دار أهلها ما تعرف السلومي

حال البحر من دونهم له تليطام

ومن دونهم مايات موج تعومي

قصيدة يا فاطري

أحبّ راكان زوجتهُ حبًّا شديدًا، وهي بنت عامر بن جفن آل سفران التي لم يجدها بعد خروجه من السّجن؛ إذ تزوّجت من شيخ قبيلة المطير، فكتب هذه القصيدة حزنًا على ذلك:

يا فاطري خبي طوارف طميه

إلى زمالك لون خشم الحصاني

خبي خبيب الذيب في جرهديه

لي طالع الزيلان واليل داني

خبي طميه والرياض العذيه

وتنحري برزان زين المباني

تنحري لطام خشم السريه

فرز الوغا لي جا نهار الوحاني

آصل أخو نوره لزوم عليه

قبل الحبيب وقبل قاصي وداني

ولي قظيت اللازم اللي عليه

اللازم اللي ماقظاه الهداني

وتذكر المشحون ديران حيه

قصيدة يا ما حلا الفنجال

يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال

في مجلس ما فيه نفس ثقيله

هذا ولد عم وهذا ولد خال

وهذا رفيق ما لقينا مثيله

يا ليت رجال يبدل برجال

ويا ليت في بدلا الرجاجيل حيله

يا بو هلا طير الهوى خبث البال

الطير نزر والحبارى قليله