أسباب التنمر في علم النفس

أسباب التنمر في علم النفس
(اخر تعديل 2023-06-08 11:08:45 )

التنمر هو أي نوع من الإساءة الجسدية أو اللفظية المقصودة والمتكررة التي تُطبق على الآخرين، وتُعدّ مشكلة التنمر مشكلة مجتمعية خطيرة يمكن أن يكون لها آثار خطيرة وطويلة الأمد على كلٍ من والمتنمِّر والمتنمَّر عليه، ووفقًا لعلم النفس، يوجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تُساهم في حدوث التنمّر، من ضمنها:

  • الرغبة في السلطة: يرغب البعض في أن يكونوا على قدرٍ كافٍ من القوة ليسيطروا على الأشخاص المحيطين بهم، وقد يُسيء بعض الأفراد فهم الطرق التي يكتسبون بها هذه القوة، ويعتقدون بأن ضرب وإيذاء الآخرين هو أفضل طريقة لبناء أنفسهم وقوتهم، مما يدفعهم لممارسة التنمر، كما يرغب المتنمر في بعض الأحيان ببث الخوف في نفوس الآخرين كوسيلة لاكتساب السلطة والهيمنة.
  • الرغبة بالتعبير عن الغضب أو الإحباط: قد يلجأ الفرد لممارسة التنمر على الآخرين للتعبير عن مشاعره السلبية التي نشأت داخله بسبب الظروف التي يمر بها، أو المشاكل التي يعاني منها، مثل المشاكل في المنزل، أو في المدرسة، أو العمل، كما يمكن أن يكون كرد فعل على عدم الحصول على رعاية واهتمام كافيين في المنزل أو في أي مكان آخر.
  • سوء التربية: يعدّ سوء التربية من أهم الأسباب التي تُساعد على حدوث التنمر، فعندما لا يتعلم المتنمر أن يكون حساسًا، أو أن يهتم بمشاعر الآخرين، أو يحترمهم، وعندما لا يتعلّم ثقافة احترام الآخر في المدرسة وأماكن العمل، والأماكن الأخرى سيكون متنمرًا.
  • السادية: تُعدّ السادية واحدة من أكثر أسباب التنمر شيوعًا، إذ يتمتع معظم المتنمرين بشخصية سادية، وهي الشخصية التي يتمتع صاحبها بضرب وإيذاء الآخرين.
  • الانتقام: قد يكون الانتقام دافعًا للتنمر في بعض الأحيان، إذ قد يلجأ البعض لممارسات التنمر للانتقام من الآخرين بسبب أحداث سابقة حدثت فيما بينهم، كما يمكن أن يكون المتنمر كان قد تعرّض للتنمر في أيامٍ سابقة، ويلجأ لممارسة التنمر على الآخرين رغبةً للانتقام واستعادة القوة والسلطة التي كانت قد سُلبت منه.
  • الألعاب أو الأفلام العنيفة: تُساهم بعض الألعاب الإلكترونية وأفلام العنف في نشوء مشاعر وأفكار سلبية لدى البعض، تُترجَم إلى أفعال وسلوكيات سلبية، بما في ذلك إيذاء الآخرين.
  • الاضطرابات النفسية: يُعاني العديد من المتنمرين من مشاكل واضطرابات نفسية، تؤثر على سلوكياتهم وأفعالهم، مثل الاكتئاب أو مشاكل العدوانية.

يمكن لأي شخص أن يكون ضحية للتنمر، إلا أن هناك بعض الأفراد يكونون أكثر عُرضة من غيرهم، من ضمنهم:

  • بعض الأطفال، لا سيّما الأطفال الخجولين الذين ليس لديهم أصدقاء كثر.
  • الأشخاص الذين يتميزون بسمات جسدية مختلفة، مثل زيادة الوزن، أو النحافة المفرطة، أو ارتداء النظارات، أو الذين ينتمون إلى مجموعة عرقية مختلفة.
  • الأشخاص المصابين ببعض الأمراض والإعاقات الجسدية.
  • الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات نفسية، بما في ذلك اضطرابات طيف التوحد، وصعوبات التعلم.

تُعدّ مشكلة التنمر من المشاكل الاجتماعية واسعة الانتشار، ويمكن تقليلها أو الوقاية منها عن طريق اتباع مجموعة من التدابير والإجراءات البسيطة، من ضمنها:

  • نشر التوعية حول التنمر، وطرق منعه والتعامل مع المتنمرين، والتعريف بسياسات المدارس وأماكن العمل في التعامل مع المتنمرين.
  • تدريب الموظفين في أماكن العمل على إدارة حالات التنمر.
  • تطبيق القوانين المتعلقة بالتمييز والتحرش، وإيذاء الآخرين.
  • تعزيز التعلّم حول الاستخدام الآمن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتوعية الأطفال بضرورة المحافظة على خصوصية المعلومات الشخصية، وعدم نشر أي صور أو تعليقات أو معلومات قد تكون ضارة بأنفسهم أو بالآخرين، بالإضافة إلى ضرورة عدم الرد على التنمر الإلكتروني.
  • مراقبة الوالدين لاستخدام أطفالهم للإنترنت والتحقق من أن المواقع التي يستخدمونها مناسبة لأعمارهم.
  • توفير جو أسري هادئ، وتوطيد العلاقات مع الأبناء؛ لزيادة فرص إخبار الأطفال والديهم عن التنمر، أو أي مشاكل يتعرّضون لها.
  • تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات لدى الأطفال، وتنمية الأخلاق الرفيعة لديهم.
  • تشجيع الأطفال على المشاركة والانخراط في الأنشطة المختلفة، مثل العروض المسرحية، والفرق الرياضية، وغيرها من الأنشطة التي تُقلّل عزلة الأطفال.
  • مناقشة الآباء أطفالهم والتحدّث معهم حول التنمر في سن مبكرة، بما في ذلك توضيح أنّ التنمر فعل خاطئ ومؤذي، وتوعيتهم بكيفية التصرف الصحيحة في حال تعرضهم للتنمر، أو في حال رأوا شخصًا آخر يتعرض للتنمر.