مفهوم العنف المجتمعي وأنواعه

مفهوم العنف المجتمعي وأنواعه
(اخر تعديل 2023-07-01 11:57:33 )

يُعرّف العنف المجتمعي (بالإنجليزية: Community Violence)، بأنّه تعرّض الشخص لتصرفات عنيفة في الأماكن العامة بصورةٍ متعمدة وذلك من أشخاص لا تربطهم به صلة، ومن الأمثلة على العنف المجتمعي أعمال الشغب، وحرب العصابات، والبلطجة، والاعتداء بإطلاق النار من السيارات، والتطهير العرقي، والاعتداء الجنسي والحرب، كذلك يُمكن تعريف العنف المجتمعي بأنّه ممارسة بعض الأعمال بصورة متعمدة تجاه أفراد في المجتمع لإحداث ضرر جسدي أو نفسي.


توجد 3 أنواع من العنف المجتمعي ندرجها فيما يأتي:

  • العنف الذاتي: (بالإنجليزية Self Directed Violence) يُعرّف بأنّه أي عمل يفعله الشخص عمدًا للتسبب بإصابة نفسه، كالانتحار.
  • العنف بين الأشخاص: (بالإنجليزية Interpersonal Violence) يُعرّف بأنّه العنف الموجّه بين الأفراد ويقسم إلى نوعين فقد يكون بين أشخاص بينهم صلة قرابة مثل العنف بين الأزواج أو بين الوالدين تجاه أطفالهم، أو إساءة معاملة المسنين، أما النوع الثاني فيكون اعتداء أشخاص غير معروفين على الضحية مثل الاعتداءات التي تحدث في أماكن العمل.
  • العنف الجماعي: (بالإنجليزية Collective Violence) يُعرّف بأنّه عنف ترتكبه مجموعة من الأشخاص تجاه فرد أو مجموعة من الأفراد ويُقسم إلى 3 أقسام وهي العنف السياسي، والعنف الاقتصادي، والعنف الاجتماعي، من الأمثلة على ذلك إطلاق نار جماعي من أشخاص تجاه مجموعة أخرى من الأشخاص.


في دراسة إحصائية في الولايات المتحدة الأمريكية ظهر تعرّض ما يزيد عن 55% من المراهقين للعنف المجتمعي، يُعدّ العنف المجتمعي هو السبب الثاني في قتل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10-24 سنة، كما أنّ 32% من طلاب المدارس الثانوية قد تعرضوا للعنف المجتمعي الذي أدّى في النهاية إلى الاشتباك بالأيدي، ومن الجدير بالذكر أنّ الأحياء الفقيرة يتعرّض سكانها للعنف المجتمعي بشكلٍ أكبر من المدن والأحياء المتحضرة.


تتعرض النساء للعنف المجتمعي فإنّ نسبة 35% من نساء العالم قد تعرضن للعنف، إمّا الجسدي أو النفسي أو الجنسي من قبل أزواجهن، كذلك فإنّ 7% من النساء قد تعرضن للعنف والاعتداء الجنسي من قبل أشخاص ليس لهن علاقة بهم، كما أنّ 38% من جرائم قتل النساء يرتكبها أزوجهنّ.


يُسبب تعرّض الأشخاص للعنف المجتمعي لظهور بعض الأعراض والمظاهر، وفيما يأتي أبرزها:

  • التفكير في الانتحار.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • سلوكيات تُعادي المجتمع.
  • أمراض نفسية أخرى.


الخلاصة يُعرّف العنف المجتمعي بأنّه ممارسة تصرفات مؤذية بشكلٍ متعمّد تجاه فرد في المجتمع بهدف إحداث أضرار نفسية أو جسدية، ويوجد منه عدّة أنواع وهي العنف الذاتي، والعنف بين الأشخاص، والعنف الجماعي، وتظهر عدّة أعراض على الأشخاص الذين تعرضوا للعنف المجتمعي مثل التفكير في الانتحار، والقلق، والاكتئاب، وغيرها من السلوكيات الأخرى.


دور المدرسة في التغلب على ظاهرة العنف المجتمعي

أما عن علاقة العنف المجتمعي بالمدرسة فتوجد علاقة وطيدة، وندرج فيما يأتي دور المدرسة في التغلب على العنف المجتمعي:

  • توفير جو مدرسي داعم وآمن مع توفير خدمات نفسية واستشارية ودعم للطلاب من خلال التدخل الإيجابي.
  • تشجيع الطلاب في الحفاظ على بيئة مدرسية آمنة من خلال تحميل كل منهم مسؤولية تصرفاته.
  • تكرار القواعد المتبعة في المدرسة أمام الطلاب بانتظام والطلب منهم الإبلاغ عن أي مظاهر للعنف للإداريين في المدرسة.
  • توفير طرق يمكن للطلاب الإبلاغ عن العنف المجتمعي داخل المنزل دون كشف هويتهم، كالخطوط الساخنة، وصندوق الاقتراحات.
  • التحكّم في الأشخاص الذين يمكنهم الدخول إلى المدرسة وذلك بإغلاق الأبواب، مع مراقبة الضيوف ومواقف السيارات والملاعب.
  • توفير حُرّاس أمن وشرطة داخل حرم المدرسة.


دور الأهل في حماية أطفالهم من العنف المجتمعي

ندرج فيما يأتي دور الأهل في حماية أطفالهم من العنف المجتمعي:

  • التحدّث إلى الطفل عن أحداث العنف المجتمعي التي حدثت سابقًا في حال سمع عن أمر كذلك بما يتوافق مع عمره، فقد يكون الطفل قد سمع عن ذلك سواء على التلفاز أو في الإذاعة المحلية أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك يجب عدم مقابلة هذا الأمر بالصمت، فهذا قد يُسبب زيادة مخاوفه، ويمكن سؤال الطفل عن المعلومات التي يعرفها عن الحادث وفهم مخاوفه ومحاولة طمأنته.
  • تشجيع الطفل على طرح الأسئلة ويجب على الأهل إجابتهم عليها بصدق وبمفاهيم سهلة وبسيطة يُمكنه فهمها مع محاولة فهم مشاعره، ومساعدته في الشعور بالأمان.
  • تقليل الفترة التي يُشاهد بها الطفل وسائل الإعلام كالتلفاز والإنترنت والراديو التي تعرض الصور والمشاهد العنيفة.
  • مشاركة الوالد مشاعره حول الحادث مع الطفل بطريقة إيجابية بحيث يجب أن يُوضّح أنّه يشعر بالسوء، وبهذا يمكنه أن يُعلّمه كيف يتعامل مع أفكاره ومشاعره، وكيفية دعم الأشخاص الذين تعرضوا للحادث.
  • التحلي بالصبر، فقد تظهر بعض التصرفات السلبية نتيجة لتعرّض الطفل للعنف، ولكن مع الصبر والحب يُمكن مساعدة الطفل في تغيير مشاعره.


يؤثر العنف المجتمعي على نمو الأطفال العاطفي والاجتماعي والبدني، كما يؤثر بصورة دائمة على البالغين، وندرج فيما يأتي أهم هذه الآثار:

  • يُسبب تعرّض الأطفال للعنف إلى جعلهم أكثر عرضة لتبني سلوك عدواني وعنيف مستقبلًا.
  • يُسبّب تعرّض الأطفال للعنف إلى تطوير مشاكل عقلية أثناء مرحلتي الطفولة والمراهقة، وقد يُعانون من بعض الاضطرابات النفسية كالقلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها.
  • يُعاني الأطفال الذين تعرضوا للعنف من عدّة اضطرابات نفسية في آنٍ واحد، فمثلًا قد تظهر عليهم أعراض الاكتئاب، مما يدفعهم إلى تعاطي المخدرات.
  • يوجد علاقة تُظهر أنّه كلما زاد تعرّض الطفل للعنف المجتمعي، زادت لديه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • تظهر سلوكيات غريبة على الأطفال في مرحلة المراهقة بسبب تعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة، وهذا قد يظهر على صورتين إما وجود استجابة مفرطة للأحداث مما يجعله أكثر عدوانية، أو قد يصبح الطفل انطوائي ومكتئب.
  • يؤثر العنف المجتمعي على نمو الأطفال العاطفي والاجتماعي والجسدي والعصبي، وهذا يؤدي إلى العديد من المشكلات المتعلقة بالتكيف.
  • يُسبب تعرض الأطفال بعمر صغير جدًا للعنف المجتمعي إلى عدم إمكانيتهم من تطوير علاقات إيجابية تُساعدهم في استكشاف البيئة وتنمية إحساسهم بالأمن، إذّ قد تؤثر على نمو دماغ الطفل مما يؤثر لاحقًا على صحتهم العقلية.
  • يُسبب التعرض للعنف المجتمعي إلى ارتفاع معدلات جرائم العنف.
  • يُسبّب التعرض للعنف المجتمعي إلى السرقات والاعتداءات المتكررة.


الخلاصة يُمكن التغلب على العنف المجتمعي عن طريق التوعية في المدرسة وتوفير جو دراسي آمن وخدمات استشارية للطلاب، وتوفير حُرّاس أمن داخل حرم الدرسة، كذلك يلعب الأهل دورًا كبيرًا في حماية أطفالهم من العنف المجتمعي، إذّ يمكنهم التحدث لأطفالهم وتشجيعهم على طرح الأسئلة ومساعدتهم في تخطي مخاوفهم، ومن الجدير بالذكر وجود عدّة آثار للعنف المجتمعي على نمو الأطفال العاطفي والاجتماعي والبدني، كما يؤثر على البالغين، لذلك يجب التوعية هذه الآثار عن طريق عمل ندوات ومؤتمرات عن العنف المجتمعي للتمكّن من ضبطه والتقليل من آثاره.


إن كنت مهتمًّا بالتّعمّق في القراءة عن العنف، ننصحك بمقال: بحث عن العنف أسبابه وأضراره.