مفهوم العبودية الحديثة

مفهوم العبودية الحديثة
(اخر تعديل 2023-06-08 11:10:20 )

تعرف العبودية الحديثة بأنها الاستغلال الشديد للأشخاص الآخرين دون القدرة على رفضها أو مغادرتها، وذلك من أجل الحصول على مكسب شخصي أو تجاري، وتبدو من الخارج أنها وظيفة طبيعية ولكن في الواقع يتم التحكم بالأشخاص إما عن طريق العنف أو التهديدات، أو إجبارهم على ديون لا مفر منه، ولا يستطيع هؤلاء الأشخاص ترك العمل.

وكذلك قد يتعرض الأشخاص إلى الضرب والإيذاء، وقد يتعرضوا إلى تهديدات ضد عائلتهم في بلادهم الأصلية، وغالبًا يتحكم المالك بالوثائق الشخصية للعامل حتى لا يهرب أو يترك العمل.

كما يشير مفهوم العبودية أيضًا إلى كل أشكال الاستعباد وتطبيقاته الحديثة مثل: الاستغلال الجنسي للنساء، الاتجار بالبشر، الأنشطة الاستعمارية التي تتعلق بالعنصرية، فجميع ما ذُكر يدخل ضمن مفهوم العبودية الحديثة.

تعرف الأمم المتحدة مفهوم العبودية حسب بروتوكوله مكافحة الاتجار بالبشر، بأنه: "يتضمن تجنيد، أو نقل، أو إيواء، أو استقبال الأشخاص عن طريق التهديد، أو استخدام القوة أو غير ذلك من أشكال الإكراه بقصد استغلال ذلك الشخص في الاستغلال الجنسي، أو العمل الجبري، أو العبودية".

كما ويعد تجنيد الأطفال، أو نقلهم أو إيواءهم، أو استقبالهم، لغرض الاستغلال (إتجارًا بالبشر)، وإن لم يكن هناك أي تهديد أو استعمال للقوة.

تختلف العبودية الحديثة بمفهومها عن العبودية التقليدية، كما وتتنوع طرقها وآلية تطبيقها في عصرنا الحاضر، فتتمثل العبودية الحديثة بأشكالٍ عدة، مثل:

  • الاستعباد بسبب الديانة.
  • الإجبار على الزواج القسري وبالإكراه.
  • قيام عائلة الزوج أو الزوج نفسه بتداول المرأة ونقلها مقابل المال، أو ضمن عادات وطقوس معينة.
  • استغلال الأطفال في العمل واستخدامهم كسلعة للبيع والشراء.
  • عبودية الديون؛ وتعرف بأنها قيام شخص بالتعهد بالقيام بعمله أو خدماته تحت التهديد أو السيطرة، وداخل ظروف لا يتم فيها تطبيق قيم العدالة المتعلقة بالعمل المؤدى.
  • الممارسات الشبيهة بالرق؛ وتعرَّف على أنها حالة الشخص الذي تطبق أو تمارس عليه أي سلكات متعلقة بحق الملكية أو جميعها حسب تعريف "اتفاقية الرق" لعام ١٩٢٦.
  • العمل الإجباري؛ ويعبِّر عن الخدمات والأعمال التي يتم فعلها تحت التهديد والترهيب بالعقوبة، دون أي تطوع من الشخص لفعلها من تلقاء نفسه.

يعد الصراع الدائم، وعدم الاستقرار السياسي، بالإضافة للتهجير القسري في بعض المناطق، سببًا رئيسيًا للعبودية الحديثة، فالتغيرات في العمل وتغير المناخ والهجرة تجعل الكثير من البشر عُرضة للاستغلال من الآخرين.

كما وتعد عملية معالجة عوامل الخطر أمرًا أساسيًا في القيام بمكافحة ومنع استمرار العبودية الحديثة، لذلك توجب الأخذ الاستجابات الفعالة للعبودية الحديثة بعين الاعتبار الدوافع والمخاطر للعمل على تحقيق الوصول لما نسبته (٨.٧) من مجموع الأهداف التنموية المستدامة للأمم المتحدة بحلول عام٢٠٣٠م.