مفهوم التمرد الاجتماعي

مفهوم التمرد الاجتماعي
(اخر تعديل 2023-07-01 10:15:46 )

التمرد الاجتماعي أو الثورة الاجتماعية هي طريقة لتنفيذ تغيير شيء محدد في المجتمع، حيث يُعتبر هذا التغيير أساسياً، وينطوي على تحول السلطة في المجتمع، ويختلف مفهوم الثورة الاجتماعية عن مفهوم الإصلاح، فالإصلاح يسعى إلى تغيير أجزاء صغيرة من نظام قائم، مع الرغبة في بقائه، أما الثورة الاجتماعية فتسعى إلى قلب هذا النظام برمته.

إن المواقف الثورية تحدث عندما تُعيد العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الهائلة والسريعة تشكيل أنظمة القيم الاجتماعية والسياسية لأفراد المجتمع، وتؤثر بشكل سلبي على رفاههم الاقتصادي، لكنها لا تنطلق إلا بوجود أسباب قاهرة نذكر منها ما يلي:

الدولة

ويتمثل ذلك بما يلي:

  • شعور بعض أفراد المجتمع بعدم الرضا عن النظام القائم، فيتفقون على التغيير الجذري له.
  • رغبة بعض أفراد المجتمع بالتوقف عن الطريقة التي يعيش بها المجتمع.
  • عدم إيمان أفراد المجتمع بشرعية النظام الاجتماعي أو السياسي السائد.
  • ضعف الحكومة؛ وهو ما يؤدي إلى ظهور فرصة للثوار لاغتنام ذلك.
  • وجود الصراع بين الطبقات الاجتماعية المختلفة بالحصول على الموارد، ووجود المجتمع غير متكافئ.
  • التحولات في الثقافة؛ ما يؤدي إلى انزعاج المواطنين من القيم أو الأعراف الثقافية السائدة.

التنمية الاقتصادية

ويتمثل بما يلي:

  • يؤدي تغير التنمية الاقتصادية للمجتمعات التقليدية إلى أسلوب حياة حديث، ويصبح أفراد المجتمع أكثر تعليماً ووعياً بظروفهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
  • ظهور قيم جديدة وعلمانية بين أفراد المجتمع المختلفة، بالإضافة إلى الأيديولوجيات الناتجة عن التقدم التعليمي والاقتصادي، والتي تزيد الثقة بالثوار، والبدء بالتشكيك في شرعية الأنظمة التقليدية.
  • كلما ازداد تعليم الناس، وأصبحوا أكثر غنىً سيميلون للمطالبة بتحقيق حقوقهم السياسية، كحق التصويت والترشح للمناصب، والمطالبة بالحريات المدنية، كالمساواة أمام القانون وحرية التعبير والحقوق التنظيمية.
  • يؤدي غياب المساواة الاجتماعية، ونقص الحقوق والفرص السياسية، والصعوبات الاقتصادية حالة من السخط لدى عدد من أفراد المجتمع، فالتنمية الاقتصادية تؤثر بشكل مختلف بين أفراد المجتمع.

نوع النظام السياسي

يؤثر نوع النظام على التنمية الاقتصادية، وبالتالي التأثير المستقل على بداية الثورة، فالأنظمة السياسية الديمقراطية لم تشهد ثورات اجتماعية، على العكس في الأنظمة الاستبدادية التقليدية والحديثة.

العوامل المحفزة

كل ما ذكر لا يمكن أن يساعد على القيام بثورة اجتماعية، بل يكون ذلك من خلال مجموعة من المسببات والعوامل تحفز إحداث ثورة، ومن هذه العوامل هزيمة الحرب والأزمة المالية وارتفاع الأسعار.

على الرغم من اختلاف أنواع الثورات، إلا أنها تُحدث تغيراً سريعاً، بالإضافة إلى تضمينها مخاطر عديدة، ومن أنواع التمرد الاجتماعي ما يلي:

  • التمرد الثقافي:

تُحدث الثورة الثقافية تغير تحويلي قوياً، فهي تصدر عن مجموعة من الأشخاص يرغبون بالتخلص من الأعراف الاجتماعية التقليدية أو توجهات فكرية معينة، وقد يكون بشكل فردي أو جماعي.

  • حركات الأقليات:

تعتبر شكلاً من أشكال التمرد الاجتماعي، ففي الديمقراطيات يتم اختبار مصلحة الأغلبية على حقوق الأقليات، ومنح الأقليات مكانة أقل في المجتمع، لذا فتمرد الأقليات يهدف إلى تأكيد المساواة مع الأغلبية.

  • الثورة العنيفة:

قد يتحول التمرد الاجتماعي إلى ثورة عنيفة كوسيلة لتحقيق غاية، وقد يتعرض إلى آليات قمعية أكبر من قبل الدولة.

  • التحرير الوطني:

تجمع حركات التحرر الوطني بين المقاومة السياسية والثقافية معاً، فمن خلالها يتحرك الشعب المُضْطهد أو المُستعمَر للنضال من أجل تحقيق مراده.

يُنذر نجاح الثورات أو التمرد الاجتماعي بتحول الأنظمة السياسية والاقتصادية القديمة، وتظهر علامات نجاحها في بدايتها، ومن العوامل التي تُساهم في إنجاح الثورة ما يلي:

  • أن تكون هذه الثورات منتشرة في سائر مناطق الدولة من الريفية والحضرية.
  • مشاركة عدد كبير من الناس يصل إلى الملايين بحيث يمثلون عموم المجتمع.
  • الثورات العفوية والسريعة وبدون تخطيط، وعدم ظهور القادة والمنظمات فيها.
  • الثورات المخطط لها من القادة الثوار، على الرغم من أن نجاحها يستغرق وقتاً طويلاً.