مفهوم التركيب الاقتصادي للسكان

مفهوم التركيب الاقتصادي للسكان
(اخر تعديل 2023-07-02 02:24:32 )

تتشابك العلاقةُ بيّن السُّكان من جهةٍ، والاقتصاد من جهةٍ أخرى، عبر العلاقة المُتداخلة بيّن النمو السُّكاني والنمو الاقتصادي، وحصة الفرد من الناتج والنمو الاقتصادي العام في الدّولة، وتساعد الديموجرافيا في ربط السُّكان وتركيبتهم النوعية والجنسية على حدٍ سواء.

وانعكاس ذلك على الحالة الاقتصادية للأفراد، إذ أن مُصطلح "الإعالة السُّكانية" مع "الهرم السُّكاني"، يظهر حجم الفئات المنتجة والتي من الممكن أن تسهم في الحراك الاقتصادي، مقارنةً بتلك الفئات الاعتمادية في معاشها سواء الأطفال أو المسنون.

يُعرف التركيب الاقتصادي للسكان، على أنه العلاقة بين السكان والنشاط الاقتصادي، سواءً أولئك المشاركون فيه من غيرهم، تبعاً لعوامل العمر والنوع، فمثلا يشمل التركيب الاقتصادي للسكان، نسب المشتغلين في المجتمع، والمتعطلين عن العمل، وأولئك غير العاملين، وأنواع النشاطات الاقتصادية السائدة بين الناس، والمُعالين ككبار السن والأطفال. يُمكن تحديد مكونات التركيب الاقتصادي وفق الإحصاءات السُكانية على النحو التالي:
  • القوى العاملة

ويشمل مفهوم القوى العاملة في المجتمع، كُل أولئك المُشتغلين، أو غير المُشتغلين القادرين على الشُغل، وهم غالباً يقعون بالفئة العُمرية ما بين 15-65 سنة، تتعدد الدول في تصنيفهم وفقاً لعوامل الصحة والنضج.

  • المشتغلون

هُم المشتغلون فعلياً سواءً بالقطاع الخاص أو العام، أو بالمياومة، ويملكون دخلاً ذاتياً يجنونه من هذا العمل.

  • العاطلون عن العمل

وهم من يقعوا بالفئة العمرية القادرة على الإنتاج، لكنهم غير منخرطين بالعمل سواءً يبحثون عنه على وجه الحقيقة أم لا.


تنوعت النظريات المُفسرة للعلاقة بين السكان والاقتصاد منها:
  • صدر العالم روبرت مالثوس العام 1798، نظريته التي تحدثت عن المتوالية الهندسية والحسابية في العلاقة بين النمو السكاني من جهة، والنمو الاقتصادي من جهة أخرى.
  • تحدث العالم كارل ماركس في العلاقة بين العمال والإنتاج، والعلاقة بين نمط الإنتاج السائد والنمو السكاني، فمثلاً يزيد إقبال الناس في المجتمعات الزراعية على الإنجاب، بينما المجتمع الذي يعتمد على الوظائف الخدمية يميل أكثر للأسر صغيرة العدد.
يصاحب التعرف على التركيب الاقتصادي عدة مفاهيم ديموجرافية منها:
  • يسهم التعرف على التركيب الاقتصادي للسكان، في تحليل واقع العمل وتأمين الدخل لكبار السن في مرحلة الشيخوخة، إذ إن زيادة القوى الفاعلة اقتصاديا يسهم في توفير تغطية إعالة كبار السن العاجزين عن العمل، في حين أن انخفاض القوى الفاعلة اقتصاديا من السُّكان يشكل عبء إعالة كبير، إذ تعاني المجتمعات التي يسودها فئات عمرية كبيرة مشاكل في إيجاد الأموال للإنفاق على الرعاية الصحية والإعاشة بسبب قلة الفئات العمرية النشطة.
  • يسهم فهم التركيب الاقتصادي للسكان، في عملية وضع استراتيجيات وبرامج التعامل مع المعاشات التقاعدية للمسنين، في حين تكون الأمور ممكنة في المجتمعات الفتية، إلا أنها تشكل عبئاً في المجتمعات المسنة، نتيجة قلة المساهمة في الناتج المحلي والقوى الفاعلة في الاقتصاد الوطني.
  • تلعبُ التغيرات التي تطرأ على الهياكل العمرية للسكان دوراً في التأثير على الاقتصاد الكلي، بما يعكس العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك وفق السن.