الفرق بين المسؤولية الجنائية والمسؤولية

الفرق بين المسؤولية الجنائية والمسؤولية
(اخر تعديل 2023-06-22 17:31:03 )

مما تقدم يتبين أن المسؤولية الجنائية تختلف بالكثير من النواحي عن المسؤولية التأديبية، وهي على النحو الآتي:


الفرق
المسؤولية الجنائية
المسؤولية التأديبية
صفة الشخص المرتكب الفعل الجرمي
تثور في مواجهة أي فرد من أفراد المجتمع باختلاف مراكزهم القانونية وأوصافهم
تثور في مواجهة الموظف العام فقط
الجهة التي تقوم في مواجهتها المسؤولية
مسؤولية موجهة باتجاه المجتمع بأسره
موجهة باتجاه الإدارة العامة أو السلطة الإدارية
الجهة التي تتولى إيقاع العقوبة
الجهات القضائية المختصة في الدولة هي التي تتولى إيقاع العقوبة المقررة قانونا
يتولى المجلس التأديبي إيقاع العقوبة المقررة قانونا، وهو صاحب الاختصاص الأصيل في هذا الشأن


يمكن تعريف المسؤولية الجنائية بأنها قدرة الشخص على تحمل النتائج المترتبة على خرقه لقواعد القانون، وارتكابه لفعل مجرم بموجب نصوص القانون، ومن هذه النتائج خضوعه للعقاب المقرر مسبقا، كجزاء لانتهاك قواعد قانون العقوبات المعمول به في البلاد.

وعلى هذا الأساس فإن المسؤولية الجنائية ما هي إلا تعبير عن قدرة الشخص على تحمله لجميع النتائج المترتبة على أفعاله الخاطئة، وذلك من خلال تطبيق العقوبة المقررة، وسواء كانت هذه العقوبة مادية أو تدبير أمني، فهي في نهاية الأمر ردة فعل المجتمع على الفعل المجرم الذي ارتكبه الشخص المعني.


وفقا لما تقدم من تعريف للمسؤولية الجنائية فهي لا تعد ركن من أركان الجريمة ولا عنصر من عناصرها القانونية، وإنما هي أمر لاحق يتحقق بعد أن تتحق الجريمة كواقعة مادية بجميع أركانها وبغض النظر عن كون الجريمة جناية أو جنحة أو مخالفة، فالأمر سيان.

وبالتالي فإن لتحقق هذه المسؤولية يجب أن تحقق شروطها وهي:

  • وقوع الجريمة: وهو الشرط الأساس لتحقق المسؤولية الجنائية وينبغي أن تكون مكتملة الأركان والعناصر.
  • الوعي والإدراك: ويقصد بهما قدرة الشخص على التمييز بين الفعل الجرم والفعل المباح، ومعرفته الكاملة بالنتائج المترتبة عليه، بالتالي الصغير غير المميز أو المجنون أو الشخص في حالة السكر أو المغيب العقل بسبب المخدرات ليسوا أهل لتحمل المسؤولية الجنائية لانعدام الوعي والإدراك.
  • الإرادة: ويقصد بها أن تكون إرادة الشخص حرة بحيث تتجه باختياره لارتكاب لجريمة أو الفعل المعاقب عليه قانون، دون أن يكون مكرها أو مجبرا عليها أو ألجأته الظروف القاهرة لارتكابها.


يقصد بها مجموعة الأسباب التي تؤثر بشكل مباشر على أهلية الشخص مرتكب الفعل الجرمي، وبالتالي تجعل منه غير مؤهل لتحمل العواقب المترتبة على فعله الجرمي، وعلى هذا الأساس فهي أسباب تتعلق بالجاني أو مرتكب الفعل ولا علاقة لها بالجريمة المرتكبة فهي تظل قائمة بوصفها.

وعلى هذا الأساس فإن موانع المسؤولية الجنائية هي:

  • حالة الجنون: وهي عبارة عن حالة مرضية تصيب عقل الإنسان، فتجعل منه غير قادر على التمييز بين الفعل المباح والمجرم قانونًا.
  • صغر السن: لا يعاقب قانونا كل شخص ارتكب جريمة ما وكان حدثا أو أنه لم يبلغ سن الرشد التي ينص عليها القانون، فهو شخص غير قادر على التمييز بين ما هو مباح وغير مباح.


المسؤولية التأديبية أو النظام التأديبي هي مجموعة الوسائل التي تتخذها السلطة العامة ضد الموظف العام الذي يثبت ارتكابه لفعل مخالف لقواعد النظام العام أو أنه خالف به مجموعة الواجبات المنصوص عليها قانونا والتي ينبغي أن يلتزم بها بمناسبة تأديته للوظيفته العامة، وبالتالي يمكن إيقاع العقوبة التأديبية المقرر بموجب نصوص القانون.

والعقوبة التأديبية تهدف في الغالب إلى حماية الحق العام، إصلاح الموظف العام، وكذلك تسعى إلى تحقيق الردع العام بحيث تمنع من تعسف الموظف العام من التعسف في استخدام السلطة الممنوحة قانونا.

وتجدر الإشارة إلى أن الموظف العام سوف يكون له كامل الحق بالضمانات التي تحول دون تعسف السلطة المختصة، مثل تطبيق مبدأ الشرعية وهو القاضي بأن لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، وغيرها من الضمانات التي ينص عليها القانون لحماية حقه.


لقيام المسؤولية التأديبة في مواجهة الموظف العام ينبغي أن تحقق الأركان العامة: لها وهي:

  • الركن المادي: ويقصد به ذلك الفعل الخاطئ الذي ارتكبه الموظف العام، ويستوي في ذلك كون الفعل إيجابي وهو القيام بعمل مجرم قانون أو سلبي بالامتناع عن القيام بعمل ما يفرضه عليه القانون.
  • الركن المعنوي: ويقصد به اتجاه إرادة الموظف العام لارتكاب الفعل المجرم قانونا، وهي إرادة حرة لا إكراه فيها.
  • صفة الموظف العام: وهو ركن أساسي لقيام المسؤولية التأديبية، إذ ينبغي لخضوع الشخص للمسؤولية التأديبية أن يكون متمتعا بصفة الموظف العام، وهو عبارة عن مركز قانوني يخول القانون محاسبته لأن الفعل الجرمي ارتكبه بسببه، والذي لم يكن ليرتكبه لولا تمتعه بصفة الموظف العام.