من آثار نقص أو غياب التربية الأخلاقية على الفرد والمجتمع ما يأتي:
الأخلاق في اللغة جمع خُلق، وتطلق هذه الكلمة على مجموعة صفات وأعمال الإنسان والتي تكون إما حسنة أو قبيحة، أمّا الأخلاق في الاصطلاح فهي ميول الإنسان أو عاداته، وهي القوة الداخلية التي تجعل المرء يختار ويقرر تصرفاته في المواقف المختلفة التي يتعرض لها في الحياة فإما يكون خلقه حميدًا ويختار الخير، أو يكون خلقه قبيحًا ويختار الشر.
هي أيضًا مجموعة المعايير المجتمعية التي تمكن البشر من العيش معًا في مجموعات، ويعني التصرف بطريقة أخلاقية أن يضحي الفرد بمصلحته المؤقتة لصالح المجموعة التي يعيش فيها أي المجتمع، ويمكن اعتبار الأفراد الذين يخالفون هذه المعايير غير أخلاقيين.
تعد أهمية الأخلاق كبيرة في المجتمعات لكنها غير ثابتة، إذ إنّ ما يعد مقبولاً في ثقافتك قد لا يكون مقبولاً في ثقافة أخرى، ويتحكم بهذا الأمر عدة عوامل منها الطبيعة الجغرافية للمجتمع، والدين السائد في المجتمع، والأسر المكونة لهذا المجتمع، والتجارب الحياتية عامًة على الأخلاق، وغالبًا يتحول الإنسان مرارًا ويتغير بمرور الوقت.
تكمن أهمية التربية الأخلاقية بأنّها أحد العناصر الرئيسية المساهمة في التنمية الوطنية، فالغرض الصحي من التعليم هو تنمية العقل، وتعلم الفرد للفضائل الوحدانية، والأخلاق في الحياة العامة، والأخلاق الحميدة والسلوك وما إلى ذلك، ولكن عندما يكون التعليم جزءًا من الإنجازات الأكاديمية فقط، فإنه لن يكوّن فرداً مسؤولاً في المجتمع.
في الوقت الحاضر يبدو كما لو أن معظم الأفراد إما ليس لديهم حس أخلاقي أو أنهم لا يهتمون بذلك، إذ إنّ الإنسانية تعيش ظروف العنصرية والعرقية والقومية والوطنية المفرطة والمتضخمة بجميع أشكالها، وتعلم الأفراد التلاعب بالكون لمصالحهم، وربما لدرء تهديدات الطبيعة ومحاربة الأوبئة، وحماية أنفسهم من الغزاة، لكن الصراعات الناشئة عن الجشع والفقر والأنانية لم يتم التغلب عليها.
توجد حاجة ملحة لإعادة التأهيل الأخلاقي والوعي الأخلاقي لدى الأفراد في المجتمعات، فقد شهد العالم العديد من الحروب والمعارك على أساس الطائفة والعقيدة واللون، وهذا بالطبع يعود للافتقار إلى التفاهم العالمي والذي يمنع البشر من العيش معًا، وهذا التفاهم العالمي والأخوة المتبادلة لا يمكن تحقيقها إلا عندما يتم تعليم الأطفال قيمًا مثل الأخوة العالمية، والإيمان بإله واحد، وعدم تقصد الحكم المسبق على الآخرين.