أهمية التفكير الإبداعي

أهمية التفكير الإبداعي
(اخر تعديل 2023-06-08 11:30:36 )

عندما يستخدم الإنسان أفكاره ومعتقداته ومشاعره وهو يفكر بأصالة، يعمل ذلك على تشكيل تحيّز في فكره، لذلك فإنّه بوضع هذه الأفكار جانبًا والتعرف على نفسه بشكلٍ أعمق، ومعرفة مكامن قوّته وضعفها، فإنّه يساهم في تعزيز الأفكار الإبداعيّة.

يعمل التفكير الإبداعي على بناء ثقة في إعطاء الأفكار والبدء في الانخراط والمساهمة في المجموعات والعمل بشكلٍ عام، فعند استخدام التفكير الإبداعي بطريقةٍ خلّاقة في حل أمرٍ ما، فذلك يزيد الثقة في تقديم المساعدة وتقديم الأفكار، فعلى سبيل المثال عندما يطلب المدير إيجاد حل لمشكلة ما في الشركة ويقوم أحد الموظفين بتقديم حل إبداعي فإنَّ ذلك يزيد من المساهمة في العمل ويزيد من الإنتاجية للشركة، ويزيد ثقة الموظف في أداء عمله.

إن التفكير الإبداعي يجعل الإنسان يتفاعل مع العالم بدون وجود حُكم على نفسه خلال عملية الابتكار، وذلك يُشبه ما يفعله الأطفال الذين لا يهتمون بما يعتقده أو يتكلم به الآخرون بل يفعلون ما يريدون وبطريقتهم الخاصة.

المحاولات التي يقوم بها الفرد في إيجاد الحلول المبتكرة يتخلله الكثير من المواقف والمشاكل الحرجة واتخاذ القرارات الصعبة؛ مما يجعل الفرد يتعامل معها بكل احتراف ليصبح مبدعًا في إيجاد الحلول، وهذا بذاته يُكسب الفرد الشجاعة لقبول وتنفيذ النتائج مهما كانت، وليس ذلك فقط، وإنما يساعد على تقبّل التطور المستمر وعدم النجاح.

عندما يمتلك الفرد مهارة التفكير الإبداعي فإنَّ تقبل الاستسلام للفشل يصبح صعبًا، مما يدفع الفرد إلى إتقان وتطوير تفكيره، وتحسين مهاراته وتوسيع مجالاتها، من أجل تحقيق الإبداع بطريقة مميزة ومختلفة ومرضية لنفسه وتجعله مميّزًا عن غيره.

إنَّ المؤسسات دائمًا ما تبحث عن الموظف الذي يُفكر بطريقةٍ إبداعيةٍ؛ لأنه يُنتج أفكارًا مبتكرة وجديدة، بالإضافة إلى إيجاده حلول مختلفة ومميزة، وبالتالي تُصبح عملية التغلب على العقبات التي تعيق تقدم الإنتاجية المهنية في المؤسسة أسهل، وليس ذلك فقط، بل ترفع من مستوى الابتكار والإبداع للمؤسسة، فاستخدام الموظف للتفكير الإبداعي يصنع له بصمًة في طريقة عمله، مما يضمن له عدم الخسارة على المدى الطويل.

يُساهم التفكير الإبداعي في التخلص من أسباب التوتر والقلق لخلق أفكارٍ وحلول أكثر ذكاءً وإبداعًا، مما يُساهم في إنجاز المهام بطريقة أكثر كفاءةٍ وبشكلٍ أسرع؛ فمن المعروف أنّ العمل الروتيني واليومي يكون عادًة بنفس الوتيرة وذات الآلية، مما ينتج عنه الشعور بالخوف والإحباط، وخاصًّة في حالة عدم إنتاج النتائج المبهرة؛ فهو في كل مرةٍ يعطي نفس النتائج المتوقعة.

يحدث التوتر في ممارسة التفكير الإبداعي للأشخاص الذين اعتادوا تحمّل المسؤوليات والمهام الروتينية المتعددة وفي هذه الحالة يكمن الحل في التعامل مع هذه الأمور التي تسبب التوتر بطريقة إبداعية ومختلفة تشاهم بالتخفيف من التوتّر وإبعاد أي ضغوطات.

من أجل الحصول على النتائج المرغوبة والنجاح في عملية تطبيق التفكير الإبداعي، يجب الانخراط مع الآخرين بفاعليةٍ، من خلال خلق روح التعاون وتوليد التماسك الجماعي بين أفراد فريق العمل؛ وذلك لأنّ المصلحة العامة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال طرح الأفكار الإبداعية ومشاركتها وتطويرها بما يوافق طبيعة العمل.