طرق الحد من هجرة الأدمغة

طرق الحد من هجرة الأدمغة
(اخر تعديل 2023-07-02 20:09:38 )

تعدّ ظاهرة هجرة الأدمغة ظاهرة شائعة تواجهها العديد من البلدان وخاصةً البلدان النامية، حيث يترك الأشخاص ذوي الكفاءة دولهم للبحث عن فرص أفضل في الخارج،وتترك هجرة الأدمغة آثاراً سلبية على البلدان التي يتركونها، فعلى المدى الطويل تترك عبئاً مالياً كبيراً، بسبب إنفاقها تلك الأموال على الخدمات التي تساعد على تهيئة مواهب المواطنين، الذين يهاجرون لإفادة غيرهم، وهذا بدوره يؤثر سلبياً على الإنتاجية الاقتصادية والخدمات كالتعليم والصحة.


بدايةً يجب إدراك أنّ ظاهرة هجرة الأدمغة المستمرة عادة ما تكون عَرَضًا لمشاكل معينة، فهي ليست سببًا بحدّ ذاتها، وهذا يعني ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة تلك المشاكل، وإيجاد طرق للحد من الهجرة، مع التأكيد على أنّ اتّخاذ تلك الإجراءات ينبغي أن يتم بالتعاون مع جميع أشكال المنظمات والمؤسسات في الدولة الحكومية وغير الحكومية، ومن الطرق التي تساعد على الحد من هجرة الأدمغة ما يأتي:


تحسين التعليم

تهاجر بعض الأدمغة بسبب عدم القدرة على الوصولللتعليم الجيد والتخصصات المستحدثة، أو عدم القدرة على استكمال الدراسات العليا في بلده، فالتعليم قد يشكّل عقبة تدفع الأشخاص للهجرة لاستكمال التعليم في الخارج، وفي هذا يجب على الحكومات حل هذه المشكلة والاستثمار في التعليم من خلال تقديم دراسات نوعية للدراسات العليا، وتوفير فرص لدراسة التخصصات الحديثة، وذلك للحدّ من هجرة الناس من الذهاب إلى مكان آخر.


تقديم الدعم

عادةً ما تهاجر الأدمغة بسبب قلة الدعم المقدّم لهم المتمثّل في نقص الأموال المخصصة لدعم البحث العلمي، وسوء البنية التحتية كقلّة عدد المختبرات وغيرها من المرافق البحثية التي يمكنهم إجراء تجاربهم وأبحاثهم بها، وهذا يدفعهم للهجرة نحو بلدان أكثر تقدّما بحثاً عن الدعم، وهذا يفرض على الحكومات أخذ مسألة الدعم بعين الاعتبار وتوفيره للأدمغة من خلال عدّة أمور؛ كزيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات المهمة البحثية المنشورة بسهولة، وتوفير بنية تحتية مناسبة لعملية البحث، وغيرها، فذلك قد يكون حلاً طويل الأمد يساعد على الحد من هجرة الأدمغة.


سياسة الدفع المناسبة

تعتبر الرواتب والحوافز المالية من أهم العوامل الاقتصادية التي تؤدي إلى هجرة الأدمغة، فعندما يكون الراتب المدفوع للشخص لا يساوي إمكانيّاته وقدراته فإنّه لن يصل إلى مرحلة الرضا الوظيفي، وهذا يدفعه إلى البحث عن عمل في دولة أخرى يكون الراتب فيها مغرياً له، وهنا يجب على المسؤولين تخصيص رواتب مناسبة لخبرات الأدمغة مع الحرص على أن يكون الدفع منظماً، والاهتمام بدفع الحوافز النقدية المناسبة كلما لزم الأمر.


توفير فرص عمل مميزة

يختار الكثير من الأشخاص الهجرة بسبب نقص فرص العمل المناسبة لإمكانياتهم، وفي هذا يجب على الحكومات توفير فرص عمل كافية ومُرضية لهم في كل مجالات الحياة وتوفير الظروف المناسبة ليستطيعوا الإبداع في عملهم والازدهار به وبمجتمعهم.


من الطرق الأخرى التي تساعد في الحد من هجرة الأدمغة ما يلي:

  • اتّباع نظام ترقية في العمل يعتمد على جَدارة الموظف وإمكانياته فقط.
  • تقديم رواتب مغرية لذويه الكفاءة والخبرة والحاصلون على شهادات في الدراسات العاليا.
  • تحسين جودة التعليم ليشمل المدارس والجامعات وجعله على قدم المساواة مع المدارس والجامعات في الدول المتقدّمة.
  • توفير بيئة سياسية آمنة ومستقرة، وبيئة اجتماعية ترحّب بالعمل المميّز وتدعمه.
  • التوطيد المستمر للهوية الوطنية، والحرص على بناء شعور قوي بالهوية الوطنية عند المواطنين منذ الطفولة، ممّا يولد إحساسًا قويًا لديهم بالتجذّر في موطنهم وإفادته بالإمكانيّات التي يتمتعون بها.