على الرغم من شعور الدفء والاسترخاء الذي تمنحه المياه الدافئة عند الاستحمام، إلا أنّ بعض الناس يفضّلون الاستحمام بالماء البارد حتى في أيام الشتاء الباردة، وذلك لما له من أهمية كبيرة في الحفاظ على صحّة الجسم فضلاً عن الفوائد التي يمنحها للشعر والبشرة، ومع أن الإغريقين أول من بحثوا عن وسائل تدفئة المياه خلال الاستحمام، إلا أنّهم ركزوا في كتاباتهم على أهمّية الاستحمام بالماء البارد، ومن فوائده:
تساعد ملامسة المياه الباردة للجسم خلال الاستحمام على تعزيز مناعته بشكل كبير، وذلك من خلال رفع معدلات كريات الدم البيضاء في الدم وتنشيط عملية الأيض، الأمر الذي يساهم في تكوين خط رادع للفيروسات والميكروبات المسبّبة للرشح والبرد وغيرها.
يعمل الماء البارد على تضييق حجم المسامات في كلّ من الشعر والجلد، مما يقلّل من احتمال تراكم الشوائب والسموم فيها، وبالتالي تكون هناك فرص أقلّ لظهور قشرة الشعر والحبوب على الجلد، كما يحمي الماء البارد الجلد والشعر من التعرّض للجفاف ويمنحهما توهجًا صحيًا.
يلعب الماء البارد دوراً مهماً في تحسين عمل الدورة الدموية وزيادة نشاطها، حيث يحفز الدورة الدموية لتقليل الالتهاب، ويمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والمحافظة على ضغط الدم ضمن معدلاته الطبيعيّة.
قد يتعرض البعض للضغط النفسي الشديد الذي يتركهم في حالة من قلة النشاط والمزاج المعكّر، ويمكن للاستحمام بالماء البارد أن يلعب دورًا في تخفيف ذلك، حيث يعمل على زيادة هرمون السعادة الدوبامين، وانخفاض مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يطلقه الجسم استجابة للتوتر، مما يؤدي إلى تقليل مستويات التوتر.
يساعد الاستحمام بالماء البارد على تقليل ألم العضلات بعد التدريبات المكثفة، حيث تسترخي العضلات وترتاح بعد تمرين شاق.
قد يساعد الاستحمام بالماء البارد على فقدان الوزن، لأنه يزيد من التمثيل الغذائي مؤقتًا، وبينما يكافح الجسم لتدفئة نفسه فإنه يستهلك الطاقة، وإنّ عملية التسخين الذاتي هذه تحرق سعرات حرارية إضافية، لكنه بالتأكيد ليس أفضل وسيلة لخسارة الوزن.
قد لا تكون فكرة الاستحمام بالماء البارد فكرة جيدة إذا كان الفرد يشعر بالبرد، لأن درجة الحرارة الباردة لن تساعد على تدفئة الجسم، كما قد لا تكون فكرة جيدة إذا كان الفرد يشعر بالمرض، لأنها قد ترفع فرصة الإصابة بالمرض نتيجة تقلبات الجو.