تعرف المحاكاة على أنها تقليد أدب خاص بأمة معينة بهدف تحقيق النهوض والازدهار لهذا الأدب، ولكنها يوجد لها تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي، وذلك فيما يأتي:
تعود جذور المحاكاة إلى تأثر الأدب الروماني بالأدب اليوناني، حيث قامت حرب بين الرومان واليونان وقد استحال هذا الغزو الثقافي إلى محاكاة لنصوص الأدب اليوناني، وقد قال افلاطون أنا الشعر قائم على التقليد، كما قال أن الشعر الذي يحتوي على المحاكاة يكون أكثر أنواع الشعر تأثيرًا وخطرًا لأن له أثرا كبيرًا على السامعين.
إن البداية لكلمة المحاكاة صدرت عن الفيلسوف أفلاطون في كتابه " المدينة الفاضلة" والذي احتوى على عدة أنواع من المحاكاة وأمثلة على كل نوع حتى يتمكن القارئ من تمييزها ، ومن أهم هذه الأنواع:
يرى اليونانيون المحاكاة على أنها تقليد الواقع لما هو موجود في عالم المُثُل، وأن المحاكاة لا تمثل التقليد أو التمثيل العقلي إنما تعني المماثلة ، ومن أبرز الفلاسفة اليونانيون الذين تكلموا عن المحاكاة هم أفلاطون أرسطو.
يرى أفلاطون أن المحاكاة هي جوهر الفن وأن المحاكاة بعيدة عن الأصل بمقدار ثلاث درجات وأنه كلما ابتعدنا درجة فإننا نبتعد عن الحقيقة ، ويرى افلاطون أن أنّ الشاعر أو الرّسام إذا أراد أن يصوّر سريرًا فإنه يحاكي السرير الذي صنعه النجار وأن النجار الذي صنع السرير ليس مبدعًا لأن قام بمحاكاة السرير الحقيقي ، لذلك لا يرى افلاطون أن الشعراء لا يوجد ابداعاً في محاكاتهم للواقع.
ينظر أرسطو للمحاكاة بشكل مختلف عن استاذاه افلاطون فيرى ارسطو أن الشعر محاكاة للطبيعة ولكن الطبيعة ليس محاكاة لعالم عقلي وأن الشاعر عند محاكاته للطبيعة فإنه يحاكي ما يمكن أن يكون لا ما هو كائن.