ما أثر العولمة على الحياة والدول في العصر

ما أثر العولمة على الحياة والدول في العصر
(اخر تعديل 2023-07-01 04:51:38 )

تعني العولمة اصطباغ جميع سكان العالم بصبغة شاملة، وأن تتوحّد أنشطتهم الاقتصادية والفكرية والاجتماعية من دون الأخذ بعين الاعتبار أيِّ اختلاف دينيّ أو ثقافيّ أو جنسيّ أو عرقيّ، وهذا يعني أن يسيطر اتجاه واحد ولغة واحدة على كل العالم، وقد عرّف مجمع اللغة العربية في القاهرة العولمة بأنّها جعل الشيء عالميًّا، وهو مفهوم لا يخرج عن معناها الاصطلاحيّ.

تشكّل العولمة تحديًّا للسياسات والتنمية الاجتماعية، خاصة في الدول العربية؛ لأنها تمرُّ بتغيرات جذرية، وسبّبت نتائج سلبية جدًّا منها ما يأتي:

  • تفاقم التمييز الاجتماعي والاقتصادي، والتأثير سلبًا على نسيج المجتمعات.
  • عدم الاستقرار والإقصاء الاجتماعي.
  • انتشار العنف خاصة في فلسطين والعراق.
  • افتقار التماسك في السياسات والخدمات الاجتماعية.

للعولمة العديد منن السلبيات، ومنها ما يأتي:

  • البطالة: ارتفع عدد العاطلين عن العمل في أوروبا من 18 مليونًا إلى 28 حتى عام 2005، مع أنه كان لا يتجاوز 10 ملايين حتى بداية عام 2000، وهذا يؤكد على أنّ التركيز على رأس المال يزيد البطالة ويلغي كثيرًا من الوظائف، وحتى الدول التي تتبنى نظريات العولمة الحديثة مثل الولايات المتحدة لم تسلم من آثارها السلبية.
  • الفقر: حتى عام 2005 كان أكثر من ثلث دول العالم الثالث تحت خط الفقر، ومع أنّ التطور التقني والزراعيّ أمّن أكثر من (110%) من الحاجات الأساسية العالمية، إلا أنّ أكثر من 800 مليون شخص مصابون بسوء التغذية، وأكثر من 5.5 مليار شخص يعانون من الفقر المدقع والحرمان من الأساسيات اليومية (الغذاء والعلاج).
  • الفساد المنظم وانتشار الجريمة وتجارة الأسلحة والمخدرات: مؤخّرًا انتشر الإرهاب والتعصّب العرقي والديني وازداد امتلاك الأسلحة غير المرخصة، نتيجة الفقر والبطالة، كما أنّ الجريمة لم تقتصر على الجرائم الواقعية بل تعدّتها إلى الجرائم الإلكترونية، مثل تزوير وسرقة الأموال الرقمية، وبيع المخدرات والأعضاء في الإنترنت.
  • انهيار الاقتصادات الناشئة والمضاربات المالية: تتسبّب التمويلات الأجنبية والتجارة العالمية بمشاكل اقتصادية كبيرة جدًّا، مثل التي حصلت لاقتصاد ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والفلبين.
  • التركيز على أهمية الفرد وتهميش العائلة: تُعطي العولمة أهمية كبرى للفرد، من خلال تكريس الإعلام لفكرة الاستقلالية الاقتصادية والفكرية، وتهميش فائدة الأسرة والأخلاق المجتمعية المقبولة.
  • انخفاض الأجور: نتيجة قلة فرص العمل، وإضعاف عمل النقابات التي تهتمّ بالعمال، وهذا يُضعف قدرات العمال ويزيد فقرهم.

من آثار العولمة الإيجابية ما يأتي:

  • أصبح النقاش أسهل بين الدول؛ لأنها ألغت الحدود إلى حدٍّ ما بين دول العالم.
  • إتاحة فرص عمل جديدة لكثير من الناس (ممّن يمتلكون مهارات عالية) لأنواع معينة من الوظائف.
  • تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول.
  • المساهمة في تنمية الاقتصاد العالمي إلى حدٍّ ما.